القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة سيدنا داوود عليه السلام والعدل بين الأخوان في نعاجهما من قصص الأنبياء - مجلة براهيم

 




قصة النبي سيدنا داوود عليه السلام





نبذة سريعة عن الأنبياء الأولين



القصة التي سنحكيها هي عبرة و تذكرة من القرآن الكريم وما أفضل من قصص القرآن الكريم كتاب الله الذي أنزله بالوحي على سيد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وما ينطق عن الهوى فهو نبي الله ان هو الا وحي يوحى للانبياء وهو حق من عند الله لا ريب فيه وقد فسره وشرحه رسول الله حتى تكون ذكرى وذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين كما قال الله تعالى أمر الرسل و الانبياء ، ومن القوم من آمن واعتبر ومنهم من لم يعتبر ويتوب إلى الله ،اللهم انفعنا بالقرآن العظيم ،فالقرآن نور يهدي به الله من ضل سعيهم في الدنيا و الحمد لله على نعمة الإسلام .


نبوة سيدنا داوود و ما آتاه الله من ملك



ونبدأ في بداية قصة سيدنا داوود عليه السلام وقد وهب الله له مكانة رفيعة بين الناس كيف لا وهو كان أواب يسجد لله في المساء و الصباح ،ومن نعم الله على سيدنا داوود أن سخر له الجبال و الطيور يسبحون معه وهب له الحكمة في القول والعمل وجعله قدوة بين قومه في الطاعة لله وعبادته له والصبر على حسن العبادة ،تلك النعم تمحورت في القضاء و العدل بين الناس و الملك و النبوة وهذا من فضل الله عليه.


حكمة سيدنا داوود في العدل بين الناس



في يوم كان سيدنا داوود يتعبد لله في المحراب فدخل عليه رجلين إثنين و هم أخوان كانوا يتنازعون في شئ مشتركان به واحدهما غني وذو ثروة واسعة والآخر فقير لايملك الا قوت يومه ونعجة واحدة ، و الاخ ذو الثروة يمتلك مئة نعجة إلا واحدة ،وسبق وطلب من اخيه الفقير ضم النعجة التي يملكها اخيه الفقر ليربيها مع نعاجه ،لكن الفقير رفض ذلك الطلب من أخيه وزاد التنازع بينهم وكل منهم جمع مقربين له ليعينه في أمره فتطورت الخصومة بينهم إلى التشاجر و العداوة ،وقرروا الذهاب إلى سيدنا داوود لفطانته في المساواة و العدل والحكمة لعله يفصل بينهما في الأمر ، فلما ذهبوا إلى داوود عليه السلام إلى المحراب لم يستطيعوا الدخول لأن من عادة الانبياء التفرد والخشوع في العبادة وإغلاق المداخل في الليل للاطمئنان ليس إلا ،فقرر الاخان التسلل من جدار المحراب حتى لا يراهم الحراس الذين يحرصون سيدنا داوود ،فلما رآهم فزع منهم فطمئنه بالقول وبدأوا في القاء شكواهم إليه ، وجاء أخيه الكبير في بداية الحديث لسيدنا داوود والذي يمتلك الثروة فكان كلامه معسول و مستكين ويظهر ضعفه أمام سيدنا داوود ليؤثر عليه بالتمثيل المصتنع ،لكن سيدنا داوود تأثر بكلامه وفصاحة قوله أمامه وقضى له في صالحه ولم يستمع إلى أخيه الكبير الفقير الذي يمتلك نعجة يستنفع منها وكان منفعلا بتأثير القول و بسبب دخولهم عليه وهم يحملون ألسلاح الظاهر في جواربها ،وانتبه سيدنا داوود لذلك قبل انصرافهما انه كان منفعل ولم يأتي بالحق بينهما وظلم أخيه الصغير ،فامرهم بالانتظار و سجد وخر راكع لله واستغفر الله على ما فعله في حق الفقير فغفر الله له ، واستدعهما وحكم بينهما بالعدل وجعل أمرهم كما شاء الله لهما أن تكون النعجة لصاحبها الفقير و أن لا يجور أخيه الصغير على أخيه الفقير الكبير وحث أخيه الذي يمتلك الثروة على مساعدة أخيه الفقير ليعينه من الفقر الذي بحاله ،وحث أخيه الفقير على معاونة أخيه الصغير ليحدث تعاون مشترك بينهما في المال و الرعاية ،وفي نهاية القضية أمر سيدنا داوود بإعطاء النعجة التي يملكها الفقير الى اخيه الغني ليكفلها له ويرعاها لأن الفقير حاله يرثى له ولن يستطيع تحمل نفتها ولم يأمر داوود بضم النعجة لاخيه الغني لكن للكفالة فقط.


ملخص القصة المروية عن سيدنا داوود



هي ألا يتأثر الحاكم بالحديث المعسول و الفصاحة من الخصم ،والا يتعجل في الحكم بينهما دون الاستماع للرأي الآخر في القضية لعل المتكلم ظالم والصامت مظلوم وأن يأخذ بالأدلة والبراهين و الأسباب لتحقيق درجة عليا في العدالة و المساواة بين الناس ،والا يركن الحاكم إلى مظهر الخصمان المتنازعان في الشكوى ففي حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ان قاضي في الجنة وقاضيان في النار هذا يدل على أن القضاء شىء عظيم وهذا يدل على عظمة المنصب وأنه ليس من السهل الحكم بين مشاكل الناس إلا بالفطنة و العقلية المستنيرة وقبل ذلك تقوى الله ،اي أن على على الحاكم ان يتقى الله العظيم ويعلم أن العدل اساس الملك ،ولذلك أن تحكموا بين الناس فاحكموا بالعدل واجتناب الانفعال والغضب وأن يحسن بين الناس سواء كان رجل او امرأة وغني وفقير وقوي وضعيف وكبير وصغير.

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

محتويات