القائمة الرئيسية

الصفحات




قصة جزء اول
قصة شاب اسمه إبراهيم



في يوم من الايام  ولد شاب اسمه إبراهيم في شهر أكتوبر سنة 1990 في مصر بمحافظة الإسكندرية و له خمسة أخوة بنتين و ثلاثة اولاد و هو أصغر سناً منهم كلهم ولد إبراهيم في جو اسري بسيط حيث امه كانت تعاني من مرض السكر و جرح في احد اقدامها لا يطيب و هي ربة منزل و والده كان دائم السفر للخارج لكسب المال و هو اميٌ لا يعرف القراءة و الكتابة و كانوا يعيشون في بيت مكون من ثلاثة أدوار كانوا يمتلكونه ففتح إبراهيم عيناه للحياة كأول يوم له وجد ان له اخ شهيد في الجيش و هو اكبرهم و لم يراه من قبل و كانت حياة إبراهيم صعبة و بها كثير من المشقة فكانت اول مشقة له هي الطهارة الطبية الجراحية فكان ينزف كثيرا بعد عملية الجراحة هذه فبعد مدة من العلاج شفي إبراهيم من الجرح هذا ثم في فترة الشتاء جائته حمى اجهدته و كاد ان يموت و لكن عناية الله انقذته لكنه خرج من هذه الحمى باصابة في احد عينيه فكانت غير طبيعية إلى حدٍ ما فكانت مثل عاهة مستديمه له فاخذه والده الي الفحص الطبي الشامل فوجد عنده عيب خلقي في آخر فقرة في العمود الفقري حيث لا يوجد فقرة عظمية في سلسلة العمود الفقري فهذا العيب يجعله لا يتحكم بالتبول تحكم كامل و لكن شاء الله أن يولد إبراهيم في تلك الظروف، ففي السنة الأولى له حرم من طفولته حيث لم يكن له العاب و لا أصدقاء من عمره بسبب إهمال و الديه له و كبر ابرهيم و أصبح عنده ثلاثة سنوات و كان طفل رومنسي قليل الكلام يحب اللعب بأي شيء حتى إذا كانت أحذية إخوته فكان يستعملها كسباق السيارات حسب خياله العقلي فكان يحب دائما اللعب مع صديقته كريمة و هي من سنهُ تقريباً كانوا يلعبون في الرمال في الشارع و كان دائما يردد اسمها في البيت أمام اخواته البنات و يقول انا احب كريمة جدا و اريد اتزوجها و كانت اخواته البنات تضحك كثيرا لكلامه ففي يوم تأخر إبراهيم عن عودته للبيت بعد أن كان لعب مع كريمة فضربه أخيه محمود الأكبر منه سناً بخمسة سنوات بسبب ذلك التأخر فغضب إبراهيم منه بشده و التزم الصمت و كان محمود دائما ما ياخذ اشياء إبراهيم دون أن يعرف أين هي و كان محمود يكسر العاب إبراهيم ليضايقه فبدأ إبراهيم يكره محمود بسبب أفعله و مرت الايام و جاء موقف صعب لوالد إبراهيم فكانت بناته على وشك الزواج و لم يكن معه مال ليزوجهم فباع البيت الذي تمتلكه الأسرة و زوج الفتاتان و لكنه لم يرضى عن بنته زوج بنته الصغيرة و لكنها كانت تريد الزواج منه فزوجها له و قلبه غير راضي عنها، و أعطى بعض المال لابنه سعيد لكي يتزوج هو الاخر و سعيد هو الأخ الأكبر الان فاخذ سعيد المال و تزوج به و انتقل إبراهيم و محمود و والديه لبيت اخر و لكنه أصغر حجما و كبر إبراهيم و أصبح سنهُ ستة أعوام فخرج إبراهيم من البيت و تمشى بجواره يكتشف الشوارع حول بيته فوجد فتاة اسمها رحمة تلعب في أكياس القمامة فكانت تنتقي الالعاب المهملة و المتهالكة و كان مظهر ملابسها بالية و لكن كانت جميلة و تشبه المغنية التي تسمى شاكيرا فاحبها إبراهيم و هي ايضا كانت تحبه رغم أنها كانت أكبر منه سناً بقليل و كانت دائما تأخذه معها في شراء الخضروات و التنزه في الحدائق و تشتري له مشروب الوليتا و ياكلون الذرة المشوي و الترمس على حافة الترعة المائية و جاء يوم لترحل رحمة صديقة إبراهيم عن الحي الذي يعيش فيه و انتقلت لمكان اخر لا يعرفه فحزن إبراهيم لفراقها فلم يجد احد للعب معه إلا أخيه محمود فلجأ اليه حتى يلعب معه فكان والد إبراهيم احضر دراجة لإبراهيم لكي يلعب بها فاخذاها منه اخوه محمود و بعد بها عنه فتركها إبراهيم له بعد أن اشتكى لأبيه و لكن دون فائدة و كبر إبراهيم و أصبح مؤهل لدخول اول يوم للدراسة في أولى ابتدائي بعد أن انتقل هو و أسرته لبيت اكبر قليل عن سابقه فكان شغوف للدخول الي المدرسة ليرى ما بداخلها من اللعاب و أصدقاء طيبين مثله فذهبت معه امه و ادخلته المدرسة فتفاجأ إبراهيم من منظر المدرسة من الداخل وجد الأرضية بها تراب كثير و كأنه في الصحراء و اغلب الاسوار متهالكة و عليها سلك شائك و كأنه سجن فرضى بقسمته و دخل إبراهيم و معه الشنطة المدرسية و كتبه و كراساته و اقلامه و اكله و كانت الشنطة ثقيلة جدا و لكنه اعتاد عليها و دخل الفصل المخصص له و وجده كاعشة الفراخ و اقل منها شأناً و بها اكثر من ثمانين طالب و طالبة فدخل و جلس بصعوبة و كان يوم للتعارف فقط و اخذ معه جدول الحصص الدراسية و عاد إبراهيم للبيت مع أمه و نام قليلا بعد أن اكل ثم استيقظ و نظر من النافذة فوجد فتاة جميلة بيضاء الوجه خضراء العينين اسمها سماح فابتسم لها إبراهيم و هي ايضا ابتسمت له و كانت أكبر منه بعشرة سنوات فكانت تبيع الحلوى في محل والدتها فكان إبراهيم دائما يشتري الحلوى منها و يتكلم معها لأنها كانت طيبة و عطوفة في كلامها معه و كان يحترمها جدا ففي يوم سألت سماح عن إبراهيم ليجلس معها في البيت لأنها كانت ستبقى وحيدة هي و اختها في بيتها و لم تجد ما يحكي معها غير اختها فاختها كانت تنام كثيرا فأخذت إبراهيم ليبقى معها طوال اليوم حتى جاء الصباح ليستيقظ إبراهيم و يجد سماح تحضر له الفطار و اكل معها و قال لها أراكي عند عودتي من المدرسة وذهب إبراهيم الي بيته ليحضر شنطة المدرسة وذهب إلى المدرسة و تعرف على معلمة اسمها صفاء كانت تشبه الرجال إلى حدٍ ما كانت معلمة اللغة العربية ففي ذلك اليوم كان الأطفال يحبون الكلام الكثير  فصرخت المعلمة في وجهنا و قالت لا اريد سماع صوت و بدأ الأطفال يخافون منها بشدة و تأثر إبراهيم نفسيا بسببها فبدأ يريد دخول الحمام ليتبول بشدة فقال لمعلمته اريد دخول الحمام فقالت انا لم انتهي من الدرس و اجلسته و بدأ إبراهيم بعصر نفسه ليحاول التحكم في نفسه و لكنه فشل في ذلك و تساقطت منه المياه البولية و التزم الصمت و لم يتحرك من مكانه حتى انتهاء اليوم و خرج من الفصل ذاهبا الي بيته و لاحظ زملائه انه تبول على ملابسه فسخروا منه كثيرا و دخل البيت مسرعا و لم ينظر إلى سماح فكانت حالته سيئة جدا و كان يبكي وحده في غرفته و لم يشعر به احد و في اليوم التالي ذهب إبراهيم إلى المدرسة و هو خجول من زملائه حيث كان زملائه يتهامسون و ينظرون اليه و الضحكات تغمر ملامحهم فجلس إبراهيم في الفصل و لم ينظر إلى زملائه لعلهم ينسون أمره فأتت المعلمة صفاء و دخلت الفصل و قالت اعطوني كراسات الواجب فكان إبراهيم يبحث عنها فاكتشف انه نسيها في البيت بسبب حالته النفسية امس فقالت المعلمة صفاء من لم يحضر كراسات الواجب معه فليقف أمامي هنا الان فوقف إبراهيم هو ثلاثة من زملائه أمام المعلمة صفاء و كانت تمسك في يدها عصا غليظة فقالت لاحد الواقفين أمامها افتح يدك فضربته بأقوى ما عندها من قوة بالعصا على يده فصرخ زميله بقوة و قال لها انا اسف أيتها المعلمة لن افعل ذلك أبداً فاكملت المعلمة صفاء الضرب على يده ثلاثة مرات و قالت له ادخل مكانك و اجلس و فعلت ذلك مع زملائه الباقيين فكان قلب إبراهيم في تلك اللحظة ينبض بشدة و كاد ان يتوقف و كان يتصبب عرق و ركبته ترتعش من شدة الخوف فكان الموقف بالنسبة له شبه معتقل تعذيب نفسي و بدني و جاء دور إبراهيم ليتلقى اول ضربة في دراسته و تتكسر أحلامه في حب الدراسة ففي اول ضربة كان متردد ليقدم يده أمام العصا ففاجأته الضربة الأولى بشدة الألم و بكى بصراخ عالي و تلقى الضربة الثانية فاحمرت يده و زاد الألم و اخذ الثالثة و الرابعة و كل ضربة تزيده ألماً فازداد كرهه للمدرسة و للمعلمة صفاء و زملائه فقرر الهروب من المدرسة كل يوم فعلمت امه بذلك فحبسته في البيت و ضربته و لكن إبراهيم كان يحب امه حتى إذا ضربته لأنها كانت تطبخ له الملوخية الخضراء التي يحبها بالارز الأبيض و عليها الفراخ المحمرة فبعد ان ضربته قالت له لماذا تهرب قال لها كل شيئ حدث له في المدرسة فذهبت معه اليوم التالي للمدرسة و دخلت للمدير و قالت له لا تمنعوا ابني من دخول الحمام عندما يريد و لا تضربوه ابداً فحالته النفسية سائت اكثر من الاول و بالفعل امر المدير المعلمة صفاء بالتعليمات الجديدة و ان تهتم بإبراهيم لانه حالة خاصة فاكمل إبراهيم ايام دراسته و لكن لم يهتم بزملائه ابدا فكان انطوائي كثيراً و نجح إبراهيم وذهب إلى سماح لكي يخبرها بنجاحه فقالت له اختها انها تزوجت ليلة امس و سافرت مع زوجها فعلم إبراهيم انه لن يراها مجددا فعاد للبيت و جلس أمام التلفزيون يشاهد برنامج عالم الحيوان و نام حتى اقتربت الشمس من الغروب و استيقظ فسمع صوت من أسفل باب البيت فكان إبراهيم طفل ذكي فنظر من النافذة على الباب فوجد كلب صغير يريد الدخول للبيت فاتجه إبراهيم الي الباب ليفتحه و يدخل الكلب و اخذ الكلب إلى غرفته بدون أن يشعر احد و احضر له الطعام الفراخ المحمرة فشبع الكلب و لعب مع إبراهيم فدخل عليه ابيه و قال له انت اللي أدخلت الكلب هنا قال له نعم انا فقال ابيه لا تجعله في غرفتك اصنع له بيت من الكرتون أمام باب البيت ففعل ذلك إبراهيم و بعد عدة اسابيع كبر الكلب و أصبح صديق إبراهيم المفضل و جاء خبر سيئ لوالد إبراهيم فقالت الحكومة له ان بيتك مبني بطريقة خاطئة و مكانه خطر عليكم لانه تحت سلك كهرباء عالي الضغط فأمرت الحكومة بإزالة البيت و تعويض صاحبه بجزء بسيط لأن الحكومة كانت سبب في هذا للخطأ حيث انها وضعت السلك أعلى البيت بعد انشائه وذهبت عائلته إلى مكان آخر و قال له والده لا نستطيع اخذ الكلب معنا فودع إبراهيم الكلب بالبكاء و وضع له طعام كثير وذهب مع والده و هو يبكي و عاش إبراهيم مع عائلته في بيت صغير و زاد سفر والد إبراهيم و زادت مضايقة محمود لإبراهيم و كان محمود يضرب إبراهيم باستمرار بسبب او بدون سبب فزادت حالته النفسية سوء اكثر فأكثر فكان إبراهيم يتبول على ملابسه بدون شعور في الشارع ...
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

محتويات