قصة جزء ثاني
و يضحك عليه الناس في كل مكان يذهب اليه و في يوم عاد والده من السفر و أخذه للدكتور لعلاجه فأمر بإجراء عملية تركيب قسطرة بولية و تم حجز إبراهيم في المستشفى لعدة أشهر في فترة إجازته الصيفية و بعدها عاد للبيت فقد تحسنت حالته قليلا و ذهب مع أسرته إلى البحر ليسبح و كانت أول مرة يذهب للبحر فأحبه كثيرا و خصوصا و هو ياكل المكرونة و البطيخ على الشاطيء و عادوا للمنزل بعد يوم جميل و اليوم التالي ذهبوا حديقة الحيوان و لعب الكرة مع والدته فكانت و الدته تقذف له الكرة بيدها و هو يحضرها بقدمه بتسديدة و يقول تسديدة كابتن ماجد و هدف و رأى إبراهيم الأسد فقال لوالده يا أبي اريد ان اكون مثل هذا الأسد قوي جدا فقال له تمرن و اكثر من أكل الطعام فتصبح قوي فمرت سنتين و اصيح عمره عشرة سنوات و نجح إبراهيم في الدراسة للسنة الخامسة الابتدائية و أعطته امه هدية نجاحه بيانو صغير فأعجبه جدا و احب امه اكثر ففي كان أبيه يضرب امه و يتشاجر معها فدخل عليهما و رفع صوته و قال لا تضرب امي ابداً فضربه والده فبكى و حضن امه بقوة و في يوم بدأت امه تظهر عليها أعراض مرض السكر العالي و نزف الجرح الموجود في قدمها فاخذها والده و أخيه محمود للدكتور الجراح و عادت للبيت و هي لا تقدر على المشي و لا الكلام و لا تسطيع ان تأكل فاتصل والده بابنه الأكبر سعيد ليأتي له و يأخذ امه معه إلى المستشفى فاخذها إلى هناك و حضرت اخواته البنات و في الصباح سمعوا خبر وفاة امهم في المستشفى فبكى إبراهيم بشدة و زاد خوفه من الحياة اكثر لان احد أطراف الاهتمام مات و كان يحبها جدا فدعا الله أن يجعل أمه في الجنة الجميلة لأنها أم طيبة، و عادت الحالة السيئة لإبراهيم و عاد التبول اللاإرادي لإبراهيم و كان كلما يرى أم تحتضن ابنها يبكي على أمه و استمر الاب في السفر و انفرد محمود بمضايقة إبراهيم و ضربه و السيطرة عليه و لم يعد إبراهيم يهتم بالدراسة الا في وقت الامتحانات فكان يعتمد على الدروس الخصوصية و مراجعة نهاية العام الدراسي و كان ينجح بدرجة مقبول و كان يعيش في كل بيت من بيوت اخواته بعض الوقت و ينتقل للآخر عندما يكره البيت الذي يعيش فيه بسبب سوء المعاملة من اخواته فعاد الي بيت ابيه عندما استقر ابيه في البيت و قرر عدم السفر مرة أخرى و قد قرر والده ان يتزوج بأمرأة أصغر منه سناً فحزن إبراهيم لهذا الخبر لان لا أحد مثل امه و لم يظهر حزنه و قال لوالده مبروك يا أبي
ففي يوم كان والد إبراهيم في العمل و تأخر و كان يلعب بالكرة فأنكسر كوب فصرخت زوجة ابيه في وجهه و ضربته و قالت له يا مريض بالتبول اللاإرادي لا تلعب بالكرة فخرج من البيت و جلس على الدرج فعاد والده و رأه فقال إبراهيم له ما حدث منها فضربها والده و مرت ايام و كل سنة ينجح إبراهيم في دراسته و يشعر بالحزن لوحدته في الحياة و عدم الاهتمام به و عرف أصدقاء في الشارع تعلم منهم و من أخيه محمود التدخين تدخين السجائر و شرب المخدرات عندما وصل سنه الي الثامنة عشر سنة فاحب فتاة اسمها نورا فابتعد عن التدخين و شرب المخدرات و انتبه لها و لنفسه و كان يتأمل فيها ان يعيش معها للابد فتحدثوا مع بعضهم كثيرا عندما عرفها في البحر فتعرف على أخيها و قال له اريد ان اتزوج اختك احضره إلى والد نورا فقال له والد نورا هل عند بيت و عمل و مال فقال إبراهيم لا لكني احب ابنتك نورا فقال ابيها لا تقل هذا الكلام مرة أخرى و اذهب و لا تعد إليها لأنك لا تملك اي شيئ فذهب إبراهيم و في داخله يأس و ذهب إبراهيم لوالده و قال له يا أبي اريد بيت و عمل و مال فقال له انتهي من دراستك اولا ثم ابدأ بالعمل فانهى إبراهيم دراسته و بدأ بالعمل وذهب إلى بلد اخر للعيش فيها و لكنه كأول مرة يعمل فعاش حياة قاسية جدا بسبب عدم خبرته في العمل و العيش بعيد عن أسرته و في أيام عمله احب فتاة اسمها آلآء من العراق حباً جعله ينسى الهم كله فعاش في حبها لمدة سنة و هي الأخرى كانت تبادله نفس المشاعر فهدأت أحوال العراق بعد الحرب فاخذها أخواتها إلى العراق و لم يعلم إبراهيم بعودتها لبلدها إلا بعد مرور يومين من جارتها و علم بعد ذلك انها تزوجت في العراق ورأها بفستان الزفاف فتمنى لها الخير و هو يبقي و يقول لماذا كل شيئ احبه يذهب و لا يعود لي فهنا توقف قلب إبراهيم عن الحب و عاد الي بلده مرة أخرى و علم ان والده تزوج عدة مرات و ان أخيه محمود ترك البيت و استأجر بيت في بلد ثانية هرباً من معاملة والده له و عاش إبراهيم مع والده رغم سوء معاملته له و لكن إبراهيم بحث عن عمل قريب من بيته و بالفعل وجد العمل و بدأ يربح المال و تعرف على زملائه في العمل أصبح عنده أصدقاء لكنهم أصدقاء السوء جعله يعود للتدخين و شرب المخدرات مرة أخرى فصدمته سيارة فجلس في بيته و استقال من العمل و كان أصدقاءه يأتوا اليه لشرب المخدرات معه في البيت و عندما عدت صحته قليلا اقترح عليه ابيه ان يعمل مع أخيه الأكبر سعيد فوافق إبراهيم و بدأ العمل معه كبائع في محل خردوات و لعب أطفال فكان إبراهيم موهوب في البيع فقد كان يستطيع بيع اي شيئ بأعلى سعر و زاد مرتبه قليلا و لكنه مزال يشرب المخدرات و كاد يقع في الزنى اكثر من مرة و لكن الله منعه من هذا الذنب الكبير و كاد ان يقع في مجموعة من اللواط لكن الله حفظه منهم و لجأ للانتحار مرة واحدة و تم انقاذه بفضل الله و جعله الله يلجأ الى فعل الخير كمساعدة الغير و التصدق لبناء المساجد و توقف إبراهيم عن التدخين و شرب المخدرات و ابتعد عن أصدقاء السوء و لعب الرياضية بقوة و اهتم بنفسه و كان ملتزم بالصلاة و أصبح ملتحي و يحب نبيه و عرف دينه جيدا و أصبح معروف بالسمعة الطيبة و كان جيرانه يطلقون عليه الشيخ إبراهيم و تعرفت عليه مجموعة من الشباب الذين يحلمون بالحهاد ضد الظلم و لكن تركهم عندما علم انهم ينون ان يؤذون اهل بلده فقد كان هو ايضا يحلم بالحهاد في سبيل الله لكن ليس بقتل النفس البريئة فتاجه إلى الجهاد بالتصدق بالمال لبناء المساجد و مساعدة الغير و الصيام و زيادة الصلاة و حفظ القرآن و تعليم الأطفال الوضوء و الصلاة
ففي يوم شعر إبراهيم بالوحدة الزائدة في حياته و قرر ان يتزوج و قال لاخيه سعيد يا اخي اريد منك أن تزيد لي المرتب المالي لاستأجر بيت و اتزوج فيه فقال له و هو غاضب لن ازيدك ابداً فأنا معي اولاد و انت لا تملك شيء فقال له إبراهيم لن اعمل معك بعد اليوم و ذهب للبحث عن عمل اخر في المصانع لكنه لم يستطيع العمل لانه ملتحي و في مصر يقولون على الملتحي انه إرهابي و مجرم للأسف فبعد وقت من الايام جاء جاره و قال له تعالى معي ستعمل في مصنع ملابس قرب البيت فبدأ العمل و نجح في العمل الا انه وجد مالك المصنع من الهند و مالك الهند كان يعبد البقر و لا يحب المسلم لان المسلم يأكل البقر في العيد فضايقه مالك المصنع حتى ترك إبراهيم العمل و ذهب للبيت و عمل بائع في الشارع بدون ترخيص و كان يهرب من الشرطة المسؤلة بالمصنفات فاجتهد و ادخر مال حتى اشترى بيت صغير و استمر في عمله حتى جاء يوم كانت الحكومة و الشرطة بدأت في اعتقال معارضين للدولة منهم جماعات ملتحية في البلد فأصبحت الدولة تراه مثلهم و اغلب الناس تتبع اخبار التلفزيون و بدأوا ينظرون اليه كأنه مجرم و بدأت الناس تضايقه في عمله حتى إذا سار في الشارع كانت المباحث تراقبه و اكثر من مرة توجهت الي صدره الأسلحة القاتلة لمجرد الشك في شخصيته فذهب إبراهيم إلى بيته غاضب و قد خاف على أهله و على نفسه و كان يأس جدا من الحياة فحلق لحيته و هرب و قال لأبيه في الهاتف انا تركت بيتي لك و لن أعود و حاول الهروب خارج البلد من بلده الى ليبيا لكنه فشل فلجأ الى السفارة الإسرائيلية ليحتمي بها و يهاجر إليها و لكن مسؤل السفارة قالوا له لا نستطيع أن نساعدك و انت في مصر فقط عليك الهروب إلى الأردن و منها ادخل الى اسرائيل فالمال الذي معه لن يمكنه من الهرب إلى الأردن و منها إلى اسرائيل فقد كان سيأخذ محطة اسرائيل كبداية الي الهروب إلى اوروبا و العيش في أوروبا للابد و لن يعود إلى مصر ابداً فيأس من الحياة و قرر العيش في الشارع و التأقلم فيه كان يأكل من ما تبقى في المطاعم و يشرب من خزانات المياه العامة و كان ينام على رصيف شاطيء الكورنيش و رغم كل هذا الشقاء الا ان مازال الناس يؤذونه حتى في نومه فقد تهجم عليه لصوص الليل وسرقوا منه المال المتبقي له و كادوا ان يقتلوه و لكنه هرب منهم و ركض حتى تعب و ركع على ركبتيه و بكى كثير و كان يشتكي إلى الله و يقول لماذا أنا يا ربي يحدث لي هذا و بعد محاولات كثيرة في التأقلم ليعيش في الشارع تعب و مرض و عاد إلى بيته و استقبله ابيه مرحباً بعودته و كان قلق عليه فدخل و استحم و نظف نفسه و اكل حتى شبع و نام نوماً عميقاً و اتصلت به اخته و قالت عندي لك عمل فذهب لها و احضر أوراقه الشخصية ليتقدم للعمل كحارس أمن على مساكن الاغنياء فعجبه العمل لانه عمل مريح و اخذ خبرة في هذا المجال لمدة أربعة سنوات و نقل عمله بالقرب من بيته و قررت اخته ان تخطب له فتاة تعرفها فذهب ليرى هذه الفتاة في بيتها قرأها غير عاقلة و تضع مجملات على ملامحها كثيرا فلم تعجبه فقالت له اخته اذا لم تعجبك عندي فتاة أخرى ستعجبك لأنها ملتزمة مثلك و ذهب معها و رأها فعجبته كثيرا و كان والد الفتاة قد أعجب بشخصية إبراهيم و كان يسهل له الأمر في بداية تعارفهم و قال له والدها المرة القادمة عندما تأتي احضر معك والدك فقال له سأفعل فأحضر معه والده و اخته و كان أحد اصدقاءه القدامى وان هذا الصديق يحقد على إبراهيم و قد علم أن إبراهيم سيخطب هذه الفتاة و بالصدفة كان والد الفتاة من بلد صديقه هذا فاتصل صديقه بوالد خطيبته و قال له افترائاً على إبراهيم ان إبراهيم كان يعرف نساء كثيرا و كان مشاغب فاقتنع والدها بكلامه .
تعليقات