قصة جزء ثالث
و بعد أن اقتنع والدها بكلام صديقه الخبيث فقال والد الفتاة لإبراهيم اريد منك ذهب كثير و طلب من إبراهيم شروط كثير و تغيرت معاملته لإبراهيم و كان والد إبراهيم غير راضي عن زواجه من هذه الفتاة لانه كان يريد أن يزوجه فتاة أخرى و قال لوالد الفتاة انت تعجز ابني و لا تريد أن تزوجها له فقال والدها انا اريد ان اضمن حق ابنتي قبل زواجها من إبراهيم فقال والد إبراهيم بصوت عالي هيا يا ابراهيم فلنذهب للبيت و ذهب معه إبراهيم و هو يعجز عن الكلام فبعد مرور الايام علم إبراهيم ان صديقه الخبيث هو من فعل هذه الخدعة له فحاول إبراهيم الوصول اليه لكنه لم يستطع ذلك فقال الله ينتقم منك يا حسام هذا هو اسمه و قرر والد إبراهيم ان يخطب لإبراهيم فتاة يعرفها عن طريق صديق له في المستشفى و ذهب مع والده و أخيه سعيد ليرى هذه الفتاة فرأها سمينة و كبيرة في السن و ليست جميلة و رغم ذلك قبل بها إبراهيم و قال ممكن ان يكون بداخلها انسانة طيبة و تعوضه عن حنان امه المفقود و اتفق الاسرتين على كل شيء و كان زوج اخت خطيبته يتحدث مع إبراهيم بأسلوب غير لائق و لم يعجب إبراهيم فبدأ إبراهيم يكره هذا الشاب و نسيه بعد ذلك إبراهيم وذهب للبيت و اتصل بخطيبته و تحدثا عن تفاصيل حياتهم كتعارف بينهم و بدئوا يتجانسوا مع بعضهم و بدأت العلاقة تتطور بينهما بالحب و الضحكات كل ليلة و ذات يوم جاءه خبر وجود أخيه سعيد في العناية المركزة بسبب نزيف في المخ فذهب اليه و قال مدير المستشفى نريد من اهل المريض مبلغ لاستمرار العلاج له فلم يكن مع أسرة إبراهيم ما يغطي تكلفة علاج اخيه سعيد فدفع إبراهيم المال الذي كان سيشتري به مستلزمات بيته قبل الزواج و لم يبقى معه مال اخر و بعد يومين جاء خبر وفاة أخيه سعيد فحزن إبراهيم بشدة لانه كان يحب أخيه سعيد بعد موقف الخطوبة فعرفت خطيبة إبراهيم بأنه صرف مال الزواج فعاتبته على ذلك فقال لها انه اخي لمن ساصرف المال اذا فهمتها امها الكلام الصحيح و اتصلت خطيبته بعد عدة ايام بإبراهيم لتتحدث معه مرة أخرى في أمور زواجهما فقال لها بعد شهرين سأحضر والدي معي الأموال لشراء الذهب لكي و بالفعل احضر إبراهيم المال و ذهب هو و أسرة خيطبته للصائغ و تفاجأ إبراهيم بحضور زوج اخت خطيبته في المحل فعلم انها هي من احضرته و قالت لإبراهيم انه يعرف اسعار الذهب ففي المحل سألت خطيبة إبراهيم موجهةً السؤال إلى زوج اختها و قالت ماذا اختار من الخواتم الذهبية فاندهش إبراهيم و هو غاضب في ذات الوقت و قال لها اختاري ما تريدي فكان إبراهيم رجل غيور جدا على أهل بيته فعندما كان يتحدث مع خطيبته و ذات يوم ذكرت زوج اختها بكلام مدح اكثر من المعتاد و بدأ إبراهيم يغضب و يتعصب و يقول لها غيري الموضوع لاني مليت من كلامك عنه فاذدادت كلام عنه ليشتعل إبراهيم بنار غيرته فاغلق إبراهيم الاتصال بها و لم يحاول الكلام معها مرة أخرى و كانوا على موعد للخروج في منتزه و لكنه لم يخرج معها و بدأ ان لا يهتم بها و لا يذكرها أمام احد فتاصلت به و قالت لما يا إبراهيم لم تتصل بي فقال لها مليت من كلامك و كنت أريدك أن تشعري بي فعادت إلى الحديث عن ذلك الشاب مرة أخرى فقلب لها إبراهيم ابتعدي عني انا لا اريد ان اسمع صوتك حتى تغيري كلامك عن هذا الشاب و أغلق الهاتف و اتصل باخيها و قال له كل شيء فقال له اذا لم تستطيع التحدث معها اتركها و لا تعود للحديث معاها فقال إبراهيم انا لا استطيع ان اتحدث معها مرة أخرى فهي عنيدة جدا فقال أخيها احضر الي يا إبراهيم و خذ ذهبك الذي هو حقك فذهب اليه إبراهيم و اخذ اشيائه منهم و عاد للبيت فوجد والده تزوج في بيته و لم يخبره والده بذلك و كان ابيه قد طمع في بيت إبراهيم و بدأ يضايق إبراهيم ليهجر بيته و بالفعل ترك إبراهيم بيته لأبيه و عاش في بيت بالإيجار في مكان نظيف بعيد عن أهله فكان إبراهيم كل مناسبة سنوية يرسل رسالة إلى أسرته ليرضي ربه فقط و ليس حباً في أسرته فقد كره إبراهيم أسرته بسبب سوء معاملتهم له و في يوم شعر إبراهيم بتعب شديد في القدم فذهب إلى المستشفى و أجرى فحص شامل على جسده و تبين من الفحص ان عنده ضرس ملتهب و انه مصاب بمرض السكر النوع الثاني بسبب الحزن و السمنة المفرطة و مصاب ايضا بمرض فيروس سي لانه كان يتبرع بالدم كثيرا للناس كعمل خيري فشعر إبراهيم بحالة إحباط شديد لكنه ذكر الله كثيراً و تحدى الامراض فعالج نفسه من فيروس سي و تابع مع الدكتور إلى أن تم شفائه و تمرن إبراهيم كثيرا ليخسر وزنه و أصبح خفيف الحركة و رشيق القوام و شفي من مرض السكر و عالج ضرسه الملتهب و كان يرتدي نظارة نظر لان نظره كان ضعيف فكسر نظارته و ذهب ليعالج نفسه بعملية تصحيح النظر في المستشفى و تم بفضل الله شفائه من جميع الامراض و مازال مستمر في العمل و يبحث عن زيادة المال و قد اشترى بعض الأجهزة المنزلية و هو الآن يعيش مستقل بحياته منعم بالحرية و عاد ملتزم بدينه و لكن بدون لحية حتى يستطيع التأقلم بين الناس فإنه يدعو الله كل يوم ان يرزقه مال كثير و ان يعيش في خير.....
و لكن مازال اهل الظلم و القهر يلاحقونه!!....
و لمن يسأل كيف هداه الله؟
سأقول لكم كيف هداه الله أن إبراهيم في داخله الخير دائما رغم هذه الظروف الصعبة فاخذ قرار انه يريد أن يكون على أفضل حال ففي يوم نام إبراهيم و رأى النبي محمد صلى الله عليه و سلم فأمره النبي بأداء الصلاة و الا يتركها ابدا فاحب إبراهيم ربه و احب النبي محمد و لم يترك صلاته ابدا فظل يصلي و يعمل و يدخر المال حتى الآن.....
أليس هذا الشاب الطيب يستحق كل خير ؟
و للحكاية بقية بعد خمسة سنوات........
تعليقات